الخميس، 25 نوفمبر 2010

زنزانتي !!




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


دارٌ حَلَلْتُ بها أُزار وأُخدم * يسعى إلي بها المدير وجنده

دار السلام، فليس فيها آلة * هي لي، ولي وحدي، فليس منازعي

مَلِك بها أنا، لا يرد رغائبي * حجبت عن الدنيا فلا خبر ولا

أنا في حماها راهب في خلوة * منها أصعّد للسماء ضوارعا

هي علمتني الزهد في مُتع الورى * إن قيل: موحشةٌ، فأُنْسي مصحف

أو قيل: معتمةٌ، فليس بمعتم * أو قيل: مغلقةٌ، فذا كيلا أرى

أو قل: ضيقةٌ فكلّ حوائجي * هي حجرتي فيها نهاريَ مجلسي

هي مكتب حينا، وحينا مطعم * هي ساحة لرياضتي أعدو بها

هي (دورتي) في الليل إنْ طال المدى * هذا وليس عليَّ أوّل شهرها

حييت يا زنزانتي، فلأنت لي



ونزلتها ضيفا أُعَزُّ وأُكْرَم * يزورني فيها الطبيب يسلّم

تدمي، وأنى؟ والمقص محرم! * فيها لئيم أو أخ لي مسلم

ومنايَ، إلا هاشم أو مكرم * أثر، وحتى لست ممن يحلم!!

مع من يرى ما في الضمير ويعلم * حرّى تهز العرش وهو الأعظم

والمرء حتى موته يتعلم * أتلوه، يهدي للتي هي أقوم

عندي سوى قلب يعيثُ ويجرم * وجها عبوسا أو لسانا يشتم

في الرّكن، والباقي فضاءٌ يعظم! * هي غرفتي للنوم حين نُنَوّم

إن جاء ميعاد الطعام فأطعموا * في موضعي، إن الضرورة تحكم

أو في النهار إذا أبوا وتحكموا * أجرٌ لسكناها به أتقدّم!

قفصٌ، وإني في حديدِك ضيغمُ!



أعرفتَ ما قاسيتُ في زنزانة

لا بل ظلمتُ القبر، فهو لذي التُّقى

هي في الشتاء وبرده (ثلاجةٌ)

نُلقى ثمانيةً بها أو سبعةً

هي منتدانا وهي غرفةُ نومنا

هي مسجد لصلاتنا ودعائنا

وهي (الكنيف) وللضرورة حكمها

هي كلُّ الأرض عندي: أرضها

الأرض كل ما لي في الحياة فلم يعد

فيها انقطَعْتُ عن الوجود فلم أعد

كانت هي القبر الذي يؤويني؟!

روضٌ، وتلك جحيمُ أهل الدِّين!

هي في هجير الصيف مثلُ أتون

متداخلين كعُلْبةِ (السردين)

وهي (البوفيه) وحجرة (الصالون)

هي ساحةٌ للَّعْبِ والتمرين

ما الذنبُ إلا ذنبُ من سجنوني

في الكون ما أرجوه أو يرجون

أما السماء فسقفها يعلوني

أعنيه في شيء ولا يعنيني..

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جميلة جدًا
    بارك الله فيكِ
    بوركتِ على حُسنِ الذوقِ والاختيار ;)

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    بوركت اختي رحمة على تواجدك هنا

    حياك الله وبياك

    ردحذف