الاثنين، 13 سبتمبر 2010

طفل بمليار مسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما شيطان ثقيف الحجاج بن يوسف الثقفي جالساً في منظرة له وعنده وجوه أهل العراق أتي بصبي يبلغ عمره نحو بضع عشرة سنة وله ذؤابتان مرخيتان قد بلغتا خصره فلما أدخل عليه لم يعبأ بالحجاج ولم يكترث به وإنما صار ينظر الى بناء المنظرة وما فيها من العجائب ويلتفت يميناً وشمالاً ثم اندفع يقول :
(( أتبنون بكل ريع آية تعبثون*وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون))
وكان الحجاج متكئاً فاستوى في مقعده
وقال: يا غلام , اني ارى لك عقلاً وذهناً أحفظت القرآن؟
قال: او خفت عليه من الضياع حتى احفظه , وقد حفظه الله تعالى؟
قال: أفجمعت القرآن؟
قال: أو كان مفرقاً حتى أجمعه؟
قال: أفأحكمت القرآن؟
قال: أوليس الله أنزله مُحكماً؟
قال: أفاستظهرت القرآن؟
قال: معاذ الله ان أجعل القرآن وراء ظهري
فقال الحجاج وقد ثار غضباً : ويلك قاتلك الله ... ماذا أقول؟
قال الغلام :الويل لك ولقومك, قل : أوعيت القرآن في صدرك؟
فقال الحجاج: فاقرأ شيئاً
فاستفتح الغلام : أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم ,بسم الله الرحمن الرحيم
((اذا جاء نصر الله والفتح* ورأيت الناس {يخرجون من} دين الله افواجاً))
فقال الحجاج: ويحك إنهم {يدخلون}
فرد عليه الغلام قائلاً: كانوا يدخلون, أما اليوم فصاروا يخرجون
فقال الحجاج: ولم ؟
فقال الغلام: نعم شيطان ثقيف الحجاج
قال الحجاج: ويلك من ربّاك؟
قال الغلام: الذي زرعك
قال الحجاج: فمن أمك؟
قال الغلام: التي ولدتني
قال الحجاج: فأين ولدت؟
قال الغلام: في بعض الفلوات((الصحاري))
قال الحجاج: فاين نشأت؟
قال الغلام: في بعض البراري
قال الحجاج : أفمجنون أنت فأعالجك؟
قال الغلام: لو كنت مجنوناً لما وصلت اليك ووقفت بين يديك كأنني ممن يرجو فضلك أو يخاف عقابك
قال الحجاج: فما تقول في أمير المؤمنين؟
قال الغلام: رحم الله أبا الحسن رضي الله عنه وأسكنه جنات خلده.
قال الحجاج: لست هذا عنيت , أنما اعني عبد الملك بن مروان
قال الغلام: على الفاسق الفاجر لعنة الله
فقال الحجاج: ويحك بم استحق اللعنه امير المؤمنين؟
قال الغلام: أخطأ خطيئة ملأت ما بين السماء والارض
قال الحجاج : ما هي؟
قال الغلام: استعماله إياك على رعيته , تستبيح اموالهم , وتستحل دماءهم
فالتفت الحجاج الى جلسائه , وقال: ما تشيرون في هذا الغلام؟
قالوا: اسفك دمه , فقد خلع الطاعة وفارق الجماعة
فقال الغلام: يا حجاج , جلساء أخيك فرعون خير من جلسائك حيث قالوا لفرعون عن موسى عليه السلام وأخيه
(( أرجه وأخاه)) وهؤلاء يأمرون بقتلي- إذن والله تقوم عليك الحجة بين يدي الله ملك الجبارين ومذل المستكربين

فقال له الحجاج: هذب الفاظك وقصر لسانك, فاني أخاف عليك بادرة الأمر, وقد أمرت لك بأربعة الآف درهم
فقال الغلام: لا حاجة لي بها .. بيض الله وجهك, واعلى كعبك
فالتفت الحجاج الى جلسائه وقال: هل علمتم ما أرد بقوله: بيض الله وجهك وأعلى كعبك؟
قالوا: الأمير أعلم
قال: أراد بقوله : بيض الله وجهك العمى والبرص, وبقوله: أعلى كعبك التعليق والصلب
ثم التفت الى الغلام وقال له : ما تقول فيما قلت؟
قال الغلام: قاتلك الله ما أفهمك!
فأزداد الحجاج غضباً وأمر بضرب عنقه , وكان الرقاشي حاضراً
فقال: أصلح الله الأمير , هبة لي
قال : هو لك , لا بارك الله فيه
فقال الغلام : والله لا اري أيكما أحمق من صاحبه , الواهب أجلاً قد حضر , ام المستوهب أجلاً لم يحضر؟
فقال الرقاشي: استنقذتك من القتل وتكافئني بهذا الكلام؟
فقال الغلام: هنيئاُ لي الشهادة ان ادركتني السعادة والله ان القتل في سبيل الله احب الي من أن أرجع الى اهلي صفر اليدين
فأمر له الحجاج بجائزة وقال: يا غلام قد أمرنا لك بمائة الف درهم, وعفونا عنك لحداثة سنك, وصفاء ذهنك , وحسن توكلك على الله, واياك والجرأة على أرباب الأمر مع من لا يعفو عنك
فقال الغلام: العفو بيد الله لا بيدك والشكر له لا لك , ولا جمع الله بيني وبينك , ثم هم بالخروج فابتدره الغلمان
فقال الحجاج : دعوه, فوالله ما رأيت أشجع منه قلباً ولا أفصح منه لساناً
ولعمري ما رأيت مثله قط وعسى هو لا يجد مثلي فإن عاش هذا الغلام ليكونن أعجوبة عصره.

هناك 8 تعليقات:

  1. روووعة فعلا طفل بمليار مسلم جزيتي الجنااااااان

    ردحذف
  2. ما شاء الله
    قصة جميلة .ليت كل أطفالنا كهذا الطفل
    جزاك الله خيرا

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكن الله اخواتي

    بارك الله بكن

    وجزاكن جنان الخلد

    ردحذف
  4. بسم الله وبعد
    أشكرك على هذه القصة الرائعة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    نعم إنه بمليار ونيف ، فهل لنا بمثله اليوم ؟
    أخوك في الله / أبو مجاهد الرنتيسي

    ردحذف
  5. قصة رائعة
    هذا الطفل لدية جرأة كبيرة
    شكرا لك وبارك الله فيك
    تقبلي مروري

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياك الله اخي ابو مجاهد
    وفيك بارك الله
    اعتقد انه لا يوجد في زماننا هذا رجل مثله فكيف سيكون طفل مثله !!

    لا بأس , نحن امهات واباء الجيل القادم سنبني ابنائنا على هذا الدين !! سيعود صلاح الدين سيعود حسن البنا
    سيعود كل من كان :) ان شاء الله

    وفيك بارك الله اخ خلفان
    حياك ربي
    تقبلت مرورك اهلا بك دوماً

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ردحذف
  7. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أختى فى الله (المشتاقه للنقاب)
    على هذه القصه الطيبه فشكرا" لك
    تحياتى ابتسام محمد

    ردحذف
  8. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    انرت صفحتي بتواجدكِ اختاه

    بارك الله بكِ

    ردحذف