الأحد، 22 أغسطس 2010

استجيبوا لله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في رحاب آية


قال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم
واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون} .

اعلموا أن الحياة الحقيقية هي حياة الأرواح ، والتي تصفو بالاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا حياة لمن لم يستجب لله والرسول ، وإن كان معدوداً من جملة الأحياء !

فالمستجيبون لله والرسول هم الأحياء حقيقة وإن كانت أبدانهم مفقودة ، فأمثالهم في القلوب موجودة ، وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء في أبدانهم وحركاتهم .

وقد تنوعت أنظار المفسرين في معنى الحياة الواردة في هذه الآية والجمهور منهم على العموم ؛ كما نقل ذلك القرطبي – رحمه الله – في [الجامع لأحكام القرآن ](7 / 389 ) ، ويؤيده ما أخرجه البخاري
*عن أبي سعيد بن المعلى – رضي الله عنه – قال : كنت أصلي فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال : " ما منعك أن تأتي ؟ ألم يقل الله : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم } " .

**وقال بعض السلف كعروة بن الزبير : يعني الحرب الذي أعزكم الله بها بعد الذل ، وقواكم بها بعد الضعف ، ومنعكم من عدوكم بعد القهر منهم لكم .

قلت : وهذا يصدقه قولُ الله تعالى : {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون } .

فهم – وإن قتلوا في أعين الناس – أحياءٌ حقيقةً عند الله ؛ يأكلون ، ويشربون ويسرحون ، ويمرحون في الجنة ، يتمتعون بنعيمها ، وظلالها ، وأشجارها , وأنهارها .

ولا تعارض بين الأمرين ؛ فالحياة الحقيقية لا تكون إلا بالاستجابة الكاملة لله والرسول ، ووجه هذه الحياة المشرق هو كون المسلمين في عزة ومَنَعة يجاهدون في سبيل الله من انحرف عن منهج الله ؛ ليكون الدين كله لله .


وقد وعد الله المؤمنين بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة ، وهذا مشروط بالسير على منهج الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم والجهاد في سبيله :
{ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }

فالحياة هي حياة الأرواح بإقامة الأديان ، لا حياة الأبدان بتحصيل الشهوات والملذات .

فاللهم أحينا بالإسلام وأحي الإسلام بنا ، أنت ولي ذلك والقادر عليه .

للشيخ الدكتور ابو انس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق